تذكار القديس يوحنا الرحوم رئيس أساقفة الأسكندرية والبار نيّلس السينائي

 

البلمند في 12 \11\2023
الأحد 23 بعد العنصرة
تذكار القديس يوحنا الرحوم رئيس أساقفة الأسكندرية والبار نيّلس السينائي
ترأس قدس الأرشمندريت يعقوب خليل الجزيل برّه، عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند، القداسَ الإلهيَّ في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، وشاركه في الخدمة قدس الأرشمندريت ألكسي عبّود والشماس رافائيل حنا .وفي عظته تكلّم على معنى الإحسان الذي هو موضوع القراءتين الرسائليّة والإنجيليّة. فانطلق من الوصيّة الأولى التي فيها ارتباط لا ينفكّ بين محبّتنا لله ومحبّتنا للقريب، ما يُظهر معنى "الإيمان العامل بالمحبّة" (غل ٥: ٦)، أعمال المحبّة التي نفعلها لأنّنا نؤمن بإلهنا الذي هو محبّة ومعطاء. ثمّ شرح تشبيه الرسول بولس للعطاء بالبذرة التي يُلقيها الزارع فتأتي ببركاتٍ كثيرة. فكما بذرة الزارع هي أساسًا من الله، كذلك كلّ ما نعطيه لإخوتنا هو أيضًا ليس منّا، بل عطيّة من الله لنا، نزرعها بإيمان وفرح. لا يكون العطاء عن اضطرار، يقول الرسول بولس، أي لمصلحة ذاتيّة أو بإرغام النفس، بل نابعًا من قلبٍ محبٍّ ومسرورٍ بالعطاء، لأنّ الله يحبّ المُعطي المسرور. يأتي عطاء المُعطي المتهلّل تعبيرًا عن إيمانه القويّ بأنّ الله أكرم من الجميع، وهو قادر أن يعتني بنا فلا ينقصنا شيء، حتى ولو أعطينا فلس الأرملة الأخير الذي نملكه. نزرع بالبركات بثقة أنّنا نحصد بركات أكثر، وأهمّها محبّة الله لنا حين نقتدي به، وهو الذي افتقر مع أنّه غنيّ، لكي نغتني نحن بفقره (٢كور ٨: ٩).