كلمة متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس أفرام كيرياكوس

باسم الآب والابن والروح  القدس، آمين.
سيدي العزيز رئيس هذا الدير المقدس، آبائي الأجلّاء، الحضور الكريم،
أوجّه هذه الكلمة المختصرة إلى طلّاب المعهد في بدء هذه السنة الدراسية.
أيها الطلاب الأحباء،
الأيام تركض وتتوالى والزمن يجري ولا يتوقف، زمن هذه الحياة العابرة. جيلٌ بعد جيل يتناوب حضوره في هذا الصرح المبارك ليتلقّى الزّادَ الضروري لخدمة كنيستنا الرسوليّة المقدّسة.
وبعدُ، نقول في الكنيسة اليوم، في هذا اليوم الذي فيه تُفتتحُ السنة الدراسية بنعمة الله في المعهد اللاهوتي، معهد القديس يوحنا الدمشقي، اليوم الذي هو آنيّ، ماضٍ ومستقبل، تجري معه الحياة المتجددة مع ربّنا يسوع المسيح القائم من بين الاموات البارز لحياةٍ أبديّةٍ، ينشلنا معه من تفاهة الدنيا الفاسدة التي تتخبط من فعل الحركات الشيطانيّة المقهورة مسبقًا. هذا كلّه أيّها الأحباء الطلاب يحثّنا على الجهاد مع الربّ الذي يشاركنا في تعبنا برجاءٍ وحماسٍ لا ينثنيان.
هذا الجهاد اليوم، وفي كل يوم في هذه السنة الدراسية الآتية، يدفعنا إلى الانكباب بجدٍّ متواصل على تراث آبائنا القديسين الذين سبقونا والذين حفروا بدموعهم الصلاتيّة هذه الكتابات المقدسة التي نتناولها بين ايدينا في كلّ وقت. أوّلها الكتاب المقدّس في عهديه القديم والجديد، والذي علينا أن نعرفه من الدفّة الى الدفّة، وأيضًا الصلوات الليتورجيّة التي نفخر بها في عالمنا الأرثوذكسي، والتي قلّما نغوص في أعماق معانيها. الروح الإلهي سوف يعيدنا برفقة وإرشاد معلّمينا إلى الغوص في كتابات الآباء القدّيسين القدماء والمعاصرين، وما إلى ذلك من الدروس المفيدة لتنمية العقل والقلب. ولا ننسى، أيها الأبناء الأحباء، هذه الحياة المشتركة الذي يتميّز بها معهدنا الحبيب. لا شكّ أنّكم سوف تُجرّبون بالضّجر أحيانًا في أوقات الفراغ اللاهية. لكن اعلموا أنّ هذه الأيّام التي تقضونها ههنا لن تنسوها في كلّ حياتكم المقبلة.
أنتم تعيشون ههنا في قلب كنيستكم الأرثوذكسية الأنطاكية. هنا هو القلب، حلقة متواصلة في هذه السلسلة، سلسلة الأجيال المتعاقبة، حاملين رسالة البشارة السارّة بمجيء المسيح الذي أتى ويأتي في باروسيّةٍ مستمرّة إلى الدهر.
لن أضيف شيئًا على هذه الكلمة المقتضبة. الرب يسوع المسيح إلهنا ومخلّصنا مع والدته مريم صاحبة هذا الدير المقدس وجميع القدّيسين يرافقكم في جهادكم. لا تخافوا أبدًا ولا تيأسوا ممّا سوف يواجهكم، الروح القدس نفسه جلبكم إلى هنا.
إذهبوا مع بركة الله،
والرب يوفقكم في هذه السنة،
آمين.