Institute of Theology

Font Size

قداس في ذكرى التاسع للمثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس في البلمند

 

ترأس القائم مقام البطريركي سابا اسبر صلاة ذكرى التاسع للمثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، خلال قداس الهي اقيم في دير سيدة البلمند البطريركي بمعاونة كل من المطارنة: دامسكينوس منصور، جاورجيوس ابو زخم، بولس صليبا، سرجيوس عبد، انطونيوس شدراوي، سلوان موسى، بولس يازجي، يوحنا يازجي، الاسقف المساعد ايليا طعمة اسعد والاسقف غطاس هزيم، الارشمندريت ديمتري منصور ولفيف من الكهنة والشمامسة. خدمت جوقة الدير القداس برئاسة جيلبير حنا وحضور عائلة البطريرك الراحل الصغيرة ورئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم وعمداء واساتذة الجامعة وجميع موظفي واداريي المؤسسة البلمندية، وشخصيات وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى اسبر عظة عبر خلالها عن اثر هذا القداس الالهي في النفوس "لاننا نقيمه عن راحة ابينا اغناطيوس الرابع هزيم الراحل، في كنيسة ودير احبهما كثيرا جدا، ووضع قلبه فيهما، وركز طوال فترة خدمته الاسقفية والبطريركية كي يكونا قلبا كرسي انطاكيا وقواها للعالم كله" .
اضاف: "انجيل اليوم سمعنا فيه عن عشاء عظيم اعده السيد الا ان المدعوين لم يقدروا العشاء ولا سيده، لان كل واحد منهم كان قلبه في مكان آخر، واحد قلبه في تجارته وآخر مع زوجته، اما صاحب الدعوة فلم يكن في بال احد منهم، في حين ان بطريركنا الراحل لم يكن في باله الا صاحب الدعوة الا وهو الله وكنيسته، كان همه ان يكون عشاء هذه الكنيسة ممدودا دائما لكل المعوزين والعميان والمشردين. كان على علاقة وطيدة بكل ابناء الرعية الاغنياء وهم يماثلون المدعوين في الانجيل، والفقراء ممن يماثلون الذين دعاهم آخر العشاء. كان على صلة جيدة بالجميع، لم يطلب شيئا لنفسه وذاته، كان يستعمل كل ما يأتيه بوفرة ليضعه في خدمة الجميع والكنيسة، ولانه كان على هذا القدر الوفير من الاستقامة والطهر، استطاع جعل كنيسة صغيرة صاحبة اكبر جامعة ارثوذكسية في العالم" .
وتابع: "بطريركنا اغناطيوس الراحل لم ينشئ فقط بل خلق من العدم، رجاؤه بكنيسته وبايمان كنيسته كانا يجعلانه لا يعرف التشاؤم واليأس والاحباط. واذكر جيدا، عندما كنت طالبا آنذاك، ولدى وضعه الحجر الاساس لجامعة البلمند قال بلهجته العامية المحببة يقولون لنا مجانين، البلد يتهدم وانتم تبنون جامعة؟ اقول لهم لندع الاخرين يهدمون اما نحن فسنبني".
واشار اسبر " اني بحكم خدمتي الحالية كان علي ان اقوم بجردة، مع اخوة اساقفة، على شقة بطريركنا الراحل وموجوداتها، الا اننا لم نجد شيئا في شقته وغرفة نومه الا ثلاثة قمصان وغمبازين في خزانة قديمة، فهذا كل ما يملكه ملك انطاكيا الذي بقي على عرشه 33 عاما".
وشدد على ان "التحرر عند البطريرك هزيم من الدنيويات بكل اشكالها واصنافها ومراتبها جعله راعيا بانيا صالحا، وتمكنت كنيسته في زمنه من الحصول على انجازات لم تكن تخطر على بالها يوما".
ولفت الى ان " كل من عرفه اسقفا في اللاذقية قال لدى تركه لها الى البطريركية حسنا فعل الله. لان اللاذقية ابرشية صغيرة عليه، وعندما ذهب الى دمشق عرفنا من آرائه وتطلعاته وما يعتمر في قلبه انه كان اكبر من انطاكيا الحالية وامكانياتها، لانه لم يضع امام مزود المسيح الا رغبته الصادقة في خدمته، فملأه الله بالامكانيات مما جعل منه رجل الانجازات الكثيرة والكبيرة".
ورأى اسبر ان البطريرك هزيم " غاب عنا في زمن نفتقده كثيرا، في زمن حرج نفتقد فيه الى حكمته، وذكائه، وقدرته على حماية قطيعه في الايام الصعبة. وان كنا نرغب ان نقدره ايها الاحباء، علينا ان نتمثل به، وان نهتدي به، وهو في هذا مدرسة كبيرة جدا. ومن اراد ان يقتفي آثار البطريرك سيجد مواد كثيرة يتعلم منها وينضج من حكمتها، ويكون طاهرا ومتعاليا عن الدنيويات على شاكلته وصورته".
وركز في فترة الميلاد بالقول: " نحن مدعوون لان نستذكر ابينا اغناطيوس الكبير الذي لم يكن يقدم الى الرب ذاته ويديه الفارغتين، لانه يعرف ان المال يخجل قرب طفل المزود، ولانه ايضا استطاع ان يطلق صوت كنيسة انطاكية، لا في هذه الديار المشرقية فحسب بل في مدى العالم كله، وكان صوته مسموعا لدى المسيحيين والمسلمين، وكان صوته مقدرا عند الجميع، وكان الجميع يعرف انه ينطق من قلب مسيحي يحبهم ويريد لهم الخير".
وقال: "اذ نقيم اليوم هذا القداس عن راحة نفس بطريركنا اغناطيوس، نصلي ايضا لكي يلهم الله غدا اباء المجمع المقدس لكي يستطيعوا بمداولاتهم التي ستتم غدا في هذا الدير، ان يجدوا الخلف الذي يستطيع السير على خطاه، كي يتابع ما اسسه وبناه من مؤسسات وما وضعه من ركائز وما نظر له ولم تسمح له الفرص باستكماله. فلنرفع صلاة حارة حتى يتم هذا امانة واكراما لابينا الذي خدمنا سنين طويلة، حتى اذا ما رأى ان ما وضعه نما وازهر، يفرح، ومن هناك يبارك ويتشفع لنا لدى الله الذي اصبح قريبا منه".
وفي الختام، شكر جميع وسائل الاعلام التي رافقت تغطية مراسم مأتم البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم وكل النشاطات المرافقة.

You are here: Home Local Events قداس في ذكرى التاسع للمثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس في البلمند
Contact us
Saint John of Damascus Institute of Theology
The University of Balamand

Address: Monastery of Balamand, PO Box 100, Tripoli, Lebanon
Tel: 00961 (0) 6 930 305 - Fax: 00961 (0) 6 930 304
email: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

Copyright (c) 1999 - 2011